حبيب الرحمن المدير العام
عدد الرسائل : 181 هوايات : الرسم المزاج : سعيد بوجود الأعضاء تاريخ التسجيل : 11/10/2007
| موضوع: علماؤنا: هل أنتم مقصرون؟؟ 2/6/2008, 5:21 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته علماؤنا: هل أنتم مقصرون؟؟
لما تنازل المسلمون كمجتمعات عن شريعة ربهم واتبعوا أهوائهم إلا من رحم ربي, ولما ترك جل العالم الإسلامي سنة نبيهم ونهجه القويم واتبع الملأ والثلة المتنفذة المسيطرة على الإعلام الرسمي السنن الصهيوصليبية, والفلسفات الاستشراقية البابوية, و خلعوا أسباب عزتهم الحقيقية, هانوا ووهنوا, وامتطتهم الأمم السافلة, ممن لا دين له ولا خلاق, ولما ازداد الضعف, زادت معه شهية الأعداء للنيل من عقيدة المسلمين بعدما نجحوا في نيل دنياهم, فبعد احتلال أراضي المسلمين طمع القوم في احتلال قلوبهم, فحشدوا جحافلهم وأعدوا عدتهم لتنصير المسلمين, محاولين إطفاء نور الله, ولكن هيهات هيهات, فنور الله لا يعلوه نور, وفجر الإسلام لا محالة قادم والمبشرات كثيرة تترا, ولكن هذه الأماني لابد لها من رجال يحملون الأمانة التي ناءت الجبال عن حملها وأشفقن منها, رجال كرعيل الأمة الأول, رجال سيماهم وأفعالهم كسيما وأفعال محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه عليهم الرضوان, وهؤلاء من أخذ الله تعالى عليهم العهد والميثاق لتبيننه للناس ولا تكتمونه قال تعالى: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187].
فحماية عرين الإسلام واجب حتمي على علماء الأمة اليوم, وصد الهجمة التنصيرية الشرسة فرض لا مناص منه, وإن لم يقف له علماء الإسلام الأبرار ورثة الأنبياء فمن له إذن؟؟
لذا فأي تأخير في صد هذه الهجمات أو خوف على دنيا أو تأويل فاسد بحساب مصلحة مرجوحة إنما يصب في مصلحة الأعداء.
قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران187]: وَفِي هَذَا تَحْذِير لِلْعُلَمَاءِ أَنْ يَسْلُكُوا مَسْلَكهمْ فَيُصِيبهُمْ مَا أَصَابَهُمْ وَيَسْلُك بِهِمْ مَسْلَكهمْ فَعَلَى الْعُلَمَاء أَنْ يَبْذُلُوا مَا بِأَيْدِيهِمْ مِنْ الْعِلْم النَّافِع الدَّالّ عَلَى الْعَمَل الصَّالِح وَلَا يَكْتُمُوا مِنْهُ شَيْئًا فَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيث الْمَرْوِيّ مِنْ طُرُق مُتَعَدِّدَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْم فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْم الْقِيَامَة بِلِجَامٍ مِنْ نَار».
والواقع يشير بجلاء ووضوح تامَّيْن أن أعداء الأمة ليس لهم على الحقيقة بضاعة وإنما تروج سوقهم برواج جيوشهم, فإذا ما ضعف المسلمون وانكسرت شوكتهم أخرج القوم الرؤوس من الجحور وبدءوا ينفثون سمومهم في وجه أهل الإسلام لما تأكدوا من ضياع "إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن", وهنا وجب على أهل {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ} وهم العلماء أن يقوموا بما لم يقم به السلاطين من دفع جحافل التنصير والتغريب و دعاة تشويه عقائد المسلمين.
قال تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} [البقرة: 120].
جاء في تفسير ابن كثير حول هذه الآية: يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ {وَلَنْ تَرْضَى عَنْك الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} وَلَيْسَتْ الْيَهُود يَا مُحَمَّد وَلَا النَّصَارَى بِرَاضِيَةٍ عَنْك أَبَدًا فَدَعْ طَلَب مَا يُرْضِيهِمْ وَيُوَافِقهُمْ وَأَقْبِلْ عَلَى طَلَب رِضَا اللَّه فِي دُعَائِهِمْ إِلَى مَا بَعَثَك اللَّهُ بِهِ مِنْ الْحَقّ وَقَوْله تَعَالَى: {قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّه هُوَ الْهُدَى} أَيْ قُلْ يَا مُحَمَّد إِنَّ هُدَى اللَّه الَّذِي بَعَثَنِي بِهِ هُوَ الْهُدَى يَعْنِي هُوَ الدِّين الْمُسْتَقِيم الصَّحِيح الْكَامِل الشَّامِل قَالَ قَتَادَة فِي قَوْله: {قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّه هُوَ الْهُدَى} قَالَ: خُصُومَة عَلَّمَهَا اللَّه مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه يُخَاصِمُونَ بِهَا أَهْل الضَّلَالَة قَالَ قَتَادَة: وَبَلَغَنَا أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُول: «لَا تَزَال طَائِفَة مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقّ ظَاهِرِينَ لَا يَضُرّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِي أَمْر اللَّه» قُلْت: هَذَا الْحَدِيث مُخَرَّج فِي الصَّحِيح عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو {وَلَئِنْ اِتَّبَعْت أَهْوَاءَهُمْ بَعْد الَّذِي جَاءَك مِنْ الْعِلْم مَالَكَ مِنْ اللَّه مِنْ وَلِيّ وَلَا نَصِير} [البقرة:120] فِيهِ تَهْدِيد وَوَعِيد شَدِيد لِلْأُمَّةِ عَنْ اِتِّبَاع طَرَائِق الْيَهُود وَالنَّصَارَى بَعْد مَا عَلِمُوا مِنْ الْقُرْآن وَالسُّنَّة عِيَاذًا بِاَللَّهِ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّ الْخِطَاب مَعَ الرَّسُول وَالْأَمْر لِأُمَّتِهِ وَقَدْ اِسْتَدَلَّ كَثِير مِنْ الْفُقَهَاء بِقَوْلِهِ: {حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتهمْ} [البقرة:120] حَيْثُ أَفْرَدَ الْمِلَّة عَلَى أَنَّ الْكُفْر كُلّه مِلَّة وَاحِدَة كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَكُمْ دِينكُمْ وَلِيَ دِين} [الكافرون: 6] فَعَلَى هَذَا لَا يَتَوَارَث الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّار وَكُلّ مِنْهُمْ يَرِث قَرِينه سَوَاء كَانَ مِنْ أَهْل دِينه أَمْ لَا لِأَنَّهُمْ كُلّهمْ مِلَّة وَاحِدَة وَهَذَا مَذْهَب الشَّافِعِيّ وَأَبِي حَنِيفَة وَأَحْمَد فِي رِوَايَة عَنْهُ وَقَالَ: فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى كَقَوْلِ مَالِك إِنَّهُ لَا يَتَوَارَث أَهْل مِلَّتَيْنِ شَتَّى كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث وَاَللَّه أَعْلَم .
قال الإمام القرطبي في تفسيره حول نفس الآية: الْمَعْنَى: لَيْسَ غَرَضهمْ يَا مُحَمَّد بِمَا يَقْتَرِحُونَ مِنْ الْآيَات أَنْ يُؤْمِنُوا, بَلْ لَوْ أَتَيْتهمْ بِكُلِّ مَا يَسْأَلُونَ لَمْ يَرْضَوْا عَنْك, وَإِنَّمَا يُرْضِيهِمْ تَرْك مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِسْلَام وَاتِّبَاعهمْ. يُقَال: رَضِيَ يَرْضَى رِضًا وَرُضًا وَرِضْوَانًا وَرُضْوَانًا وَمَرْضَاة, وَهُوَ مِنْ ذَوَات الْوَاو, وَيُقَال فِي التَّثْنِيَة: رِضَوَانِ, وَحَكَى الْكِسَائِيّ: رِضَيَانِ. وَحُكِيَ رِضَاء مَمْدُود, وَكَأَنَّهُ مَصْدَر رَاضَى يُرَاضِي مُرَاضَاة وَرِضَاء. "تَتَّبِع" مَنْصُوب بِأَنْ وَلَكِنَّهَا لَا تَظْهَر مَعَ حَتَّى, قَالَهُ الْخَلِيل. وَذَلِكَ أَنَّ حَتَّى خَافِضَة لِلِاسْمِ, كَقَوْلِهِ: {حَتَّى مَطْلِع الْفَجْر} [ الْقَدْر: 5] وَمَا يَعْمَل فِي الِاسْم لَا يَعْمَل فِي الْفِعْل أَلْبَتَّةَ, وَمَا يَخْفِض اِسْمًا لَا يَنْصِب شَيْئًا. وَقَالَ النَّحَّاس: "تَتَّبِع" مَنْصُوب بِحَتَّى, و {حَتَّى} بَدَل مِنْ أَنْ. وَالْمِلَّة: اِسْم لِمَا شَرَعَهُ اللَّه لِعِبَادِهِ فِي كُتُبه وَعَلَى أَلْسِنَة رُسُله . فَكَانَتْ الْمِلَّة وَالشَّرِيعَة سَوَاء, فَأَمَّا الدِّين فَقَدْ فُرِّقَ بَيْنه وَبَيْن الْمِلَّة وَالشَّرِيعَة, فَإِنَّ الْمِلَّة وَالشَّرِيعَة مَا دَعَا اللَّه عِبَاده إِلَى فِعْله, وَالدِّين مَا فَعَلَهُ الْعِبَاد عَنْ أَمْره.
تَمَسَّكَ بِهَذِهِ الْآيَة جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء مِنْهُمْ أَبُو حَنِيفَة وَالشَّافِعِيّ وَدَاوُد وَأَحْمَد بْن حَنْبَل عَلَى أَنَّ الْكُفْر كُلّه مِلَّة وَاحِدَة, لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {مِلَّتهمْ} فَوَحَّدَ الْمِلَّة, وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَكُمْ دِينكُمْ وَلِيَ دِين} [ الْكَافِرُونَ : 6 ], وَبِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَام: «لَا يَتَوَارَث أَهْل مِلَّتَيْنِ» عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِهِ الْإِسْلَام وَالْكُفْر, بِدَلِيلِ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: «لَا يَرِث الْمُسْلِم الْكَافِر». وَذَهَبَ مَالِك وَأَحْمَد فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى إِلَى أَنَّ الْكُفْر مِلَل, فَلَا يَرِث الْيَهُودِيّ النَّصْرَانِيّ, وَلَا يَرِثَانِ الْمَجُوسِيّ, أَخْذًا بِظَاهِرِ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: «لَا يَتَوَارَث أَهْل مِلَّتَيْنِ»، وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى: {مِلَّتهمْ} فَالْمُرَاد بِهِ الْكَثْرَة وَإِنْ كَانَتْ مُوَحَّدَة فِي اللَّفْظ بِدَلِيلِ إِضَافَتهَا إِلَى ضَمِير الْكَثْرَة, كَمَا تَقُول: أَخَذْت عَنْ عُلَمَاء أَهْل الْمَدِينَة- مَثَلًا- عِلْمهمْ, وَسَمِعْت عَلَيْهِمْ حَدِيثهمْ, يَعْنِي عُلُومهمْ وَأَحَادِيثهمْ.
{قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى} [البقرة120] الْمَعْنَى: مَا أَنْتَ عَلَيْهِ يَا مُحَمَّد مِنْ هُدَى اللَّه الْحَقّ الَّذِي يَضَعهُ فِي قَلْب مَنْ يَشَاء هُوَ الْهُدَى الْحَقِيقِيّ, لَا مَا يَدَّعِيه هَؤُلَاءِ.
{وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة: 120] الْأَهْوَاء جَمْع هَوًى, كَمَا تَقُول: جَمَل وَأَجْمَال , وَلَمَّا كَانَتْ مُخْتَلِفَة جُمِعَتْ , وَلَوْ حُمِلَ عَلَى أَفْرَاد الْمِلَّة لَقَالَ هَوَاهُمْ. وَفِي هَذَا الْخِطَاب وَجْهَانِ: أَحَدهمَا: أَنَّهُ لِلرَّسُولِ , لِتَوَجُّهِ الْخِطَاب إِلَيْهِ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ لِلرَّسُولِ وَالْمُرَاد بِهِ أُمَّته, وَعَلَى الْأَوَّل يَكُون فِيهِ تَأْدِيب لِأُمَّتِهِ, إِذْ مَنْزِلَتهمْ دُون مَنْزِلَته. أ هـ.
فهل قام العلماء بما يجب عليهم إزاء حرب ضروس كرس الأعداء فيها كل قوتهم لحرب أبناء الإسلام؟ للإجابة على هذا التساؤل بواقعية تامة علينا أن نعود لمائة عام مضت, انكسرت فيها الخلافة, وظهر فيها بنو علمان أبناء أتاتورك وتلاميذ دانلوب, ومتبعي سنن ماركس ولينين, واعتلى فيها عروش الإسلام من باعوا دينهم بدنياهم إلا من رحم الله, بدلوا الشرائع وعذبوا الدعاة والعلماء وقتلوا بعضهم ونفوا البعض, وذاقت من شرهم الدعوة الإسلامية الكثير والكثير.
وبالرغم من هذه الجهود المضنية والإمكانيات الهائلة التي كرسها أعداء الإسلام من اليهود والنصارى الذين اختلفوا في كل شيء و اتحدوا على عداء الإسلام ما بقوا ومن جهة أخرى كان أذنابهم في بلاد المسلمين ممن تربوا على أعين الفكر الصهيو صليبي لأمتهم بالمرصاد, بالرغم من كل هذا عاد لهم الإسلام من جديد, فعاد الحجاب, وبدأت المساجد تمتلئ بالشباب, ليموت الأعداء بغيظهم ويتحقق فيهم موعود الله {الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال: 36].
و مع عودة الأمة ووضوح البشائر, لم تزل مرارة الحرب الضروس بادية على العلماء, ولم تزل آثار التعذيب والتشريد والنفي والإيذاء بادية على بعض الأقوال والمواقف, حتى صار البعض يكتفي بموقف المدافعة ورد الاتهام عن الإسلام وحسب وكأن الإسلام في موقف الاتهام الدائم, والبعض يكتفي بالدعوة إلى الأخلاق والمثل دون جوهر العقيدة وتغيير الواقع الأليم الذي تئن منه الأمة وتشتاق للتحاكم للشريعة الغراء, ولا زال بقية من العلماء ثابتين راسخين لكن صوتهم ضعيف لا يصل للجماهير العطشى إلا في حالات نادرة, ومع شعور الأعداء بما ألم بكثير من العلماء إلا من رحم الله تجرأ الكثير منهم على الإسلام وعقيدة الإسلام حتى وصل الاستهزاء ليطال رسول الإسلام بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه, ونشط المنصرون في بث شبهاتهم في أوساط المسلمين مستغلين جهل الجهلاء وضعف العامة أمام الشبهات, واكتفاء الكثير من العلماء بدعوة الناس دعوة ناقصة.
ولا شك أن الأنظمة الحاكمة في كثير من بلاد المسلمين ساهمت في إثراء هذه الروح القتالية للأعداء من خلال ضغوطهم على العلماء, حتى صار إيضاح فساد عقائد النصارى فتنة طائفية, بينما سب النصارى لدين المسلمين وبث الشبهات حوله حرية, فالأنظمة تخاف شوكة الغرب وآلتهم العسكرية والنصارى واليهود ينتهزون الفرصة ويتقوون بمعسكر الغرب الكافر.
ولكن يا علماء الإسلام حفظكم الله لازالت القلوب تتوق لمواقفكم وتثق في تقواكم, وفي أنكم مهما نالكم من أذى وابتلاء فانتم أسد الإسلام وحراس العقيدة, ولن تأخذكم في الله لومة لائم ولابد سوف تقودوا الأمة كما قادها في كبوتها من قبل العز بن عبد السلام وابن تيمية.
علماؤنا الأجلاء أنتم رجال المواقف والأمة تنتظركم, وأذكركم بموقف الإمام أحمد لما رفض الأخذ بالرخصة خوفاً من أقلام تنتظر حرفاً من فمه تطير به الركبان, فحفظ الله به دينه في وقت محنة أضحت بثبات العالم منحة.
علماء الإسلام: إن الثلة التي تتصدى للتنصير اليوم في الغالب هم من الدعاة الصغار من أبناءكم, ممن يأملون توجيهكم ويحتاجون لحكمتكم وعلمكم لتزدان بهما عزائمهم وتتكلل بهما جهودهم, فعلمكم وحكمتكم مع حماس الشباب وعزمهم يثمر الكثير بإذن الله.
فهل ننتظر منكم مناصرة للحق ومطالبة بشريعة السماء ووقوفاً في وجه المنصرين, ودعوة ملوك الأرض للخضوع والانصياع لملك السماوات والأرض.
علماؤنا يا حبة العين وتاج الرؤوس ننتظركم فهلا أجبتم وأريتمونا ما نحب ونأمل.وجزاكم الله خيرا أحبكم في الله جميعاً
| |
|