لقراءة القرآن فضائل عدة منها :
أولا -أنه يشفع لأصحابه يوم الحساب .
فعن أبي أمامة (رضي الله عنه) قال:سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يقول: "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه "(رواه مسلم)
وعن النواس بن سمعان (رضي الله عنه) قال :سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:"يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبها "(رواه مسلم) .
وعن جابر (رضي الله عنه ) ، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:" القرآن شافع مشفع ، ماحل(خصم مجادل) مصدّق ، من جعله أمامه قاده إلى إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار "(رواه ابن حبان) .
وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال :"الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ،يقول الصيام : أي رب: منعته الطعام والشهوة ، فشفعني فيه . ويقول القرآن : منعته النوم في الليل فشفعني فيه ، قال فيشفعان" (رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح).
**************************************************
ثانيا- الأجر العظيم والثواب الجزيل .
فعن ابن مسعود (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):"من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة ، والحسنة بعشرة أمثالها ، لا أقول ألم حرف ، ولكن: الف حرف ولام حرف وميم حرف "(رواه الترمذي ، وقال:حديث حسن صحيح ).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) قال:"يقال لصاحب القرآن:اقرأ وارقأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر تقرؤها"(رواه أبو داود والترمذي ، وقال: حديث حسن صحيح).
وعن عائشة (رضي الله عنها) قالت : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):"الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه ، وهو عليه شاق له أجران "(متفق عليه).
قال القرضاوي (حفظه الله):"وإنما كان له أجران ، لأنه يؤجر على القراءة ذاتها ، ويؤجر على ما يعانيه من الشدة والتتعتع والمشقة ، وفي هذا دليل على مزيد حرصه على القراءة وشدة رغبته فيها ، رغم مشقتها عليه . وكم من مسلم كانت قراءة القرآن ثقيلة عل لسانه ، فما زال يكابد ويقرأ ، حتى لان لسانه بالقرآن ".
وعن أبي سعيد عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) قال:" يقول الرب تبارك وتعالى : من شغله القرآن عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه "(رواه الترمذي ، وقال :حسن غريب).
وعن أبي ذر (رضي الله عنه) قال : قلت: يا رسول الله ، أوصني ، قال :" عليك بتقوى الله ، فإنها رأس الأمر كله " ، قلت: يا رسول الله ، زدني ، قال :" عليك بتلاوة القرآن ، فإنه نور لك في الأرض ، وذخر لك في السماء"(رواه ابن حبان).
**************************************************
ثالثا - الخيرية والرفعة.
فعن عثمان بن عفان (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" خيركم من تعلم القرآن وعلمه " (رواه البخاري) .
وعن عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:"إن الله يرفع بهذا القرآن أقواما ويضع آخرين" (رواه مسلم). وعن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ):" إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب " (رواه الترمذي ، وقال :حديث حسن صحيح) .
**************************************************
رابعا - السكينة والطمأنينة .
فعن البراء بن عازب(رضي الله عنهما) قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف ، وعنده فرس مربوط بشطنين فتغشته سحابة ، فجعلت تدنو وجعل فرسه ينفر منه ، فلما أصبح أتى النبي(صلى الله عليه وسلم) فذكر ذلك ، فقال:"تلك السكينة تنزلت للقرآن " (متفق عليه)، والشطن: الحبل .
وعن اسيد بن الحضير قال : بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة ، وفرسه مربوطة عنده ، إذ جالت الفرس ، فسكت ، فسكتت ، فقرأ ، فجالت الفرس ، فسكت وسكتت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف ، وكان ابنه يحيى منها ، فأشفق أن تصيبه ، فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها ، فلما أصبح حدث النبي (صلى الله عيه وسلم) فقال :"اقرأ يا ابن حضير ، اقرأ يا بن حضير ، قال : فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريبا ، فرفعت رأسي، فانصرفت اليه ، فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مِثلُ الظُّلَّةِ ، فيها أمثال المصابيح ، فخرجت حتى لا أراها . قال : وتدري ما ذاك ؟ قال : لا . قال تلك الملائكة دنت لصوتك ، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم" . (رواه البخاري) .
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله وعليه وسلم) قال:"ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده "(رواه أبو داود) .
قال أبو هريرة :" إن البيت الذي يتلى فيه القرآن اتسع بأهله وكثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين ،وإن البيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله عز وجل ضاق بأهله وقل خيره وخرجت منه الملائكة وحضرته الشياطين."
**************************************************
خامساً- القرآن له تأثير في النفوس :
للقرآن تأثير عجيب في قلب الإنسان ، شهد به كل من سمعه من مسلم وكافر ، وهو ما جعل المشركين من أهل مكة يحاولون التشويش عليه عند تلاوته ، خوفا على نسائهم وصبيانهم وضعفائهم من سماعه ، فقد يتأثرون به ، ويؤمنون برسالة من بعثه الله به .
يقول تعالى :{ وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون } ، ( فصلت ، 26) .
وقد كان بعض المشركين يستمعون للقرآن خلسة ، بعضهم من وراء بعض ، حتى يضبط أحدهم الآخر متلبسا بسماع القرآن .
وسمع الوليد بن المغيرة من النبي صلى الله عليه وسلم آية : { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون } ، ( النخل :9) .
فقال له : أعد علي ، فأعاد ... فقال : والله إن له علاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن اسفله لمغدق وإن أعلاه لمثمر ، وما يقول هذا بشر .
وقد سمعه الجن فقالوا : { إنا سمعنا قرآنا عجبا ، يهدي الى الرشد فآمننا به ولن نشرك بربنا أحدا} ، ( الجن : 1-2 ) .
ولقد أجرى الدكتور أحمد القاضي ومعه بعض الأطباء المسلمين في مستشفاهم الخاص بولاية فلوريدا بأمريكا ، تجارب على عدد من المرضى يسمعونهم القرآن ، ويسجلون بالأجهزة الحساسة مدى تأثير القرآن عليهم ، وفيهم المسلم وغير المسلم ، والعربي وغير العربي ، والعجيب أنهم وجدوا تأثير القرآن عليهم جميعا تأثيرا إيجابيا بنسب متفاوتة ، فالعربي المسلم غير العربي الذي ليس بمسلم ، والمسلم الذي ليس بعربي ، ولكن الكل تأثروا حتى الذي ليس بمسلم وليس بعربي .
وهذا يدل على أن في هذا الكلام سراً خاصاً ، لا يوجد في أي كلام آخر من كلام البشر نثراً أو شعرا .